حكايات الجدة

النقطة الصغيرة




من الصديق: سميرة
العمر: 14

النقطـــة الصغـــيرة سامرٌ تلميذ صغير، في الصفِّ الأوَّل..‏ يقرأ جيِّداً، ويكتبُ جيّداً.. لولا النقطة!‏ يراها صغيرة، ليس لها فائدة..‏ فلا يهتمُّ بها، عندما يكتب‏ وينساها كثيراً، فتنقص درجته في الإملاء‏ يعجبُ سامر، ولا يعرف السبب!‏ يأخذ دفتره، ويسأل المعلِّمة:‏ أين أخطأت؟!‏ فتبتسم المعلِّمةُ، وتمدُّ إصبعها، وتقول:‏ -هذه الغين.. لم تضع لها نقطة‏ وهذه الخاء.. لم تضع لها نقطة‏ وهذه، وهذه..‏ يغضب سامر، ويقول:‏ من أجل نقطة صغيرة، تنقصين الدرجة؟!‏ قالت له:النقطة الصغيرة، لها فائدة كبيرة ‏ قال سامر كيف؟!‏ قالت المعلمة هل تعرف الحروف؟ ‏قال: أعرفها جيداً‏ ... قالت المعلِّمة:‏ اكتب لنا: حاءً وخاء كتب سامر على السبّورة: ح خ‏ .... قالت المعلِّمة:‏ ما الفرق بين الحاء والخاء؟ تأمّل سامرٌ الحرفين، ثم قال:‏ الخاء لها نقطة، والحاء ليس لها نقطة ... قالت المعلّمة:‏ اكتبْ حرفَ العين، وحرف الغين كتب سامر على السبورة: ع غ‏ ... قالت المعلمة ما الفرق بينهما؟ الغين لها نقطة، والعين بلا نقطة‏ ... قالت المعلّمة:‏ هل فهمْتَ الآن قيمَةَ النقطة؟ ظلَّ سامر صامتاً، فقالت له المعلّمة:‏ اقرأ ما كتبْتُ لكم على السبورة‏ أخذ سامر يقرأ:‏ ماما تغسل‏ ركض الخروف أمام خالي‏ وضعَتْ رباب الخبزَ في الصحن... قالت المعلِّمة:‏اخرجي يا ندى، واقرئي ما كتب سامر‏ أمسكَتْ ندى، دفترَ سامر، وبدأَتْ تقرأ، بصوت مرتفع:‏ ماما تعسل ركض الحروفُ أمام حالي‏ وضعَتْ ربابُ الحبرَ في الصحن‏ ضحك التلاميذ، وضحك سامر‏ .... هدأ التلاميذ جميعاً، وظلّ سامر يضحك..‏ قالت المعلِّمة:‏ هل تنسى النقطة بعد الآن؟‏ قال سامر: كيف أنساها، وقد جعلَتِ الخبزَ حبراً،‏ والخروفَ حروفاً



التعليقات

لا يوجد تعليقات

إضافة تعليق

التعليق


ما عنوان هذه المشاركة