حكايات زمان
كلمات: إيمان الخطيبرسم: هيفاء هادي
حقوق الطبع محفوظة للمؤلفة
جدتي... جدتي...لو سمحت جدتي...قصي علينا قصة من أيام زمان...
أوه، ما ألطفكم، وماذا تعرفون عن أيام زمان...؟لقد كانت أيام جميلة، كلها مغامرات... فاتتكم تلك الأيام.يا ليتها تعود... مثل ذلك اليوم الذي اشتريت فيه ماعزًا من السوق.ماعز حقيقي؟!نعم.افتحوا التكييف ودعونا نبدأ.
"جدتي... هل احتفظت به في شقتك؟""في شقتي؟ هاهاها...في تلك الأيام لم نكن نسكن في شقق."القصة... القصة... هيا يا جدتي...لو سمحت القصة...هيا وحدوا الله...لا إله إلا الله.ذهبت ذات يوم لشراء ماعز من سوق الغنم، فوجدت ماعزًا أبيض اً كبيرًا. ربما كان أكبر ماعز في السوق ذلك اليوم...
وعندما وصلت البيت طلبت منه، بلطف، أن يقفز من فوق السور ليدخل البيت... ولكنه امتنع.حاولت مرارًا وتكرارا. باللطف مرة، وبالحزم مرة أخرى...
إقفيز...!
تركت الماعز أمام باب البيت واتجهت إلى شجرة بالقرب من المنزل وقلت لها:"يا شجرة، يا شجرة، اعطيني غصناً اقنع به الماعز، الذي رفض أن يقفز من فوق السور.
ولكن الشجرة قالت:"مستحيل أساعدك!أنتم أيها البشر لطالما قطعتم أغصاننا،وأخفتم الطيور من أعشاشها،بعدما كانوا سعداء يغرد ون،ويعيشون في أمان"
"ومنكم من يشعل النار ويهمل في إطفائها...فيتسبب بإحراقنا...اذهبي، أنا آسفة... لن أساعدك..."فخطرت لي فكرة...!
ذهبت لنار كانت مشتعلة عند الخباز وطلبت منها:"يا نار، يا نار، أريد منك شعلة ترسليها معي لتخيف الشجرة،التي رفضت أن تساعدني لأخيف الماعز،التي رفضت أن تقفز من فوق السور.""أنا آسفة لن أساعدك... أنا أدف ؤكم في الشتاء، وأطهو طعامكم،ولكنكم استخدمتموني لحرق الأشياء المفيدة وأطفأتموني بسكب الماء علي ..."فخطرت لي فكرة...!
ذهبت لجدول ماء قريب وطلبت منه:"يا جدول، يا جدول،إرسل معي دلو اً من مائك أخيف به النار،التي رفضت أن تخيف الشجرةالتي رفضت أن تخيف الماعزالتي رفضت أن تقفز من فوق السور."
أجاب جدول الماء: " ولماذا أساعدكم وأنتم وأطفالكم دائماًترمون بي القاذورات والفضلات وتغسلوا بي ملابسكم وقدوركم المتسخة بالصابون.
ومصانعكم تلوث مائي بالفضلات الكيمائية التي تجعل مائي ضاارً على من يشربني.... وتموت أسماكي ونباتاتي..."ابحثي عن غيري ليساعدك."
فذهبت إلى بقرة كبيرة كانت واقفة بالقرب من الجدول وطلبت منها:"يا بقرة، يا بقرة،تعالي اشربي كل ماء هذا الجدول،الذي رفض أن يخيف النار،التي رفضت أن تخيف الشجرة،التي رفضت أن تخيف الماعز،التي رفضت أن تقفز من فو ق السور."
" موووو...."فأدارت البقرة ظهرها قائلة: "ولم أساعدك...؟أنا أمدكم بالحليب ... وأساعد الفلاح بسحب المحارث...وفي المقابل يزعجني أولادكم بالضرب ، ويرموا على الحجر.أنا متعبة الآن... ولست عطشانة...آسفة لن أساعدك."فتبادرت لي فكرة...!
ذهبت للفلاح وقلت له: "يا فلاح، يا فلاح،تعال معي لتخيف البقرة،التي رفضت أن تشرب ماء الجدول،الذي رفض أن يخيف النار،التي رفضت أن تخيف الشجرة،التي رفضت أن تخيف الماعز،التي رفضت أن تقفز من فو ق السور."رد الفلاح قائلا : "أنا آسف فأنا مرتبط... أنا مشغول... ألا ترين!"فتبادرت لي فكرة...!
فذهبت إلى الحبل وطلبت منه:"يا حبل، يا حبل،تعال معي لنربط الفلاح،الذي رفض أن يساعدني أخيف البقرة،التي رفضت أن تشرب ماء الجدول،الذي رفض أن يطفيء النار،التي رفضت أن تخيف الشجرة،التي رفضت أن تخيف الماعز،التي رفضت أن تقفز من فوق السور."
"أنا آسف...كيف أساعدك وأنتم، أيها البشر، دائما تربطوني على شكل عقد وتتركوني في الشمس فأجف وأتكسر... وتتركوني في الأماكن الرطبة المظلمة فتأكلني الفئران... لا، لا، لا.. أنا آسف، لن أساعدك..."
توقفت قليلاً... وفكرت...ثم قررت أن أبحث عن فأر جائع...وما أن وجدته قلت له: "يا فأر، يا فأر، هل أنت جائع؟هل أدلك على حبل لتأكله"
"أنا جائع...جائع...أنا جداً جائع...أين الحبل... أين الحبل...؟"
وبمجرد أن رأى الحبل الفأر ورآني معهحتى أسرع باتجاه الفلاح...
وما أن رأى الفلاح الحبل مسرعاً باتجاههحتى أسرع باتجاه البقرة.وبمجرد أن رأت البقرة الفلاح وهو مقبل عليهاركضت باتجاه الجدول.وبمجرد أن رآنا الجدول قادمين حتى أرسل معنا دلواً من الما ء .
وعندما اقتربنا من النارأسرعت بإرسال شعلة منها باتجاه الشجرة.وما أن رأت الشجرة النار مسرعة باتجاهها،حتى رمت لي بفرع منها.أخذته وأسرعت باتجاه الماعز التي كانت ماازلت واقفة عند باب البيت...
فما أن رآني الماعز مقبلة باتجاهه ومعي غصن الشجرة ألوح به حتى أسرع وقفز من فوق السور إلى داخل حوش البيت.وهل كنت ستضربي الماعز يا جدتي؟!بالطبع لا... ولكنها تعلمت الخوف... من ذي قبل... فمنظر العصى يخيفها...
"وكيف دخلت يا جدتي؟هل كنت تجيدين القفز؟"أنا لم أولد عجوزًا...ولكن لم يكن هناك داعي لأن أقفز... بل أخرجت مفتاح الباب الخارجي، ودخلت."لكن، جدتي،لماذا لم تدخلي الماعز من الباب معك منذ البداية حتى لا تتعبي نفسك؟"لو أني فتحت الباب منذ البداية لما كان لدي قصة أحكيها لكم...
شكرًا جدتي... قصصك عن أيام زمان ممتعة جداً...شكرًا جدتي...هيا... هيا... دعونا نقوم لصلاة العصر، ثم نأكل الحبحب...
جميع حقوق الطبع محفوظة للمؤلفة